هـــآي
آخبــآركم
1- التمسك بالكتاب العزيز والسنة المطهرة:اللذين لن يضلَّ من تمسَّك بهما ولن يشقى، وقد قال الله - تعالى -
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) [طه: 123]، وقال ابن عباس: "تكفَّل الله لمن قرأ القرآن وعمِل بما فيه ألاّ يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة"، وعنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إني قد تركتُ فيكم ما إنِ اعتصمتم به، فلن تضلوا أبدًا: كتاب الله، وسنة نبيِّه))؛ رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، فيجب على المسلم أن يتمسَّك بكتاب الله - تعالى - وسنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - علمًا وعملاً، واعتقادًا ودعوة، حتى يكون ذلك حجةً له عند ربِّه، وشفيعًا له يوم القيامة.
2- العلم:
وهو معرفة الله - تعالى - ومعرفة نبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم - ومعرفة دين الإسلام، بالأدلة من كتاب الله - تعالى - وسنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - هذا هو العلم الواجب تعلُّمُه على كل مسلمٍ ومسلمة.
وهو الذي سوف يُسأل عنه العبدُ في قبره: ((مَن ربُّك؟ وما دينُك؟ ومن نبيُّك؟))، فيثبِّت اللهُ المؤمنَ بالقول الثابت، فيقول: ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيِّي، ولا يستطيع الفوزَ بالإجابة الصحيحة إلا مَن كان في هذه الحياة مطيعًا لله ولرسوله، وعاملاً بشرائع الإسلام.
فالعلمُ نورٌ، والجهلُ ظلمات، وما يستوي الظلمات والنور، والعلمُ حياة، والجهل موت؛ (وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلَا الأَمْوَاتُ) [فاطر: 22]،والعالِم بمنزلة البصير، والجاهل بمنزلة الأعمى؛ (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ) [فاطر: 19].
يجب على كل مسلم أن يتعلَّم هذا العلم، ويعمل به، ويدعو إليه، ويصبر على ذلك؛ بدليل قول الله - تعالى -: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر: 1 - 3].
وطالبُ العلم سائرٌ في سبيل الله، وفي طريق الجنة إذا كانت نيتُه صالحة، كما وردتِ السُّنة بذلك، فهنيئًا له بذلك.
3- فضائل القرآن الكريم:
وهي كثيرة؛ فهو خير كتاب، أُنزل على أشرف رسول، إلى خير أمةٍ أُخرجتْ للناس، بأفضلِ الشرائع وأسمحها، وأسماها وأكملِها، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خيرُكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه))؛رواه البخاري، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه))؛ رواه مسلم، وأخبر أن أصحابه الذين يشفع لهم هم العاملون به، فقال: ((يؤتى يومَ القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورةُ البقرة وآل عمران تحاجَّان عن صاحبهما))؛ رواه مسلم.
4- حقيقة الإيمان:
هو قول واعتقاد وعمل، وحبٌّ وبغض، وفعل وترك، وأخلاق وآداب وحسن معاملة، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وأصوله ستة، وهي: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((المؤمن من أَمِنَه الناسُ على دمائهم وأموالهم))؛رواه الترمذي والنسائي.
وكل طاعة لله، فهي من شُعب الإيمان، التي تزيد على السبعين.
5- التقوى:
طاعة الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وهي وصية الله للأولين والآخرين، وهي تثمر سعادة الدنيا والآخرة؛ لقول الله - تعالى -: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطَّلاق:2، 3]،(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطَّلاق: 4]، (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)[الطَّلاق: 5]، فلنلزم طاعةَ الله ورسوله؛ لنكون من سعداء الدنيا والآخرة، وصدق الله العظيم حين قال: (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 71].
6- الأخوة في الله:
وهي رابطة نفسية، تورث الشعورَ العميق بالعاطفة والمحبة والاحترام مع كل من تربطك بهم أواصرُ العقيدة الإسلامية، وركائزُ الإيمان والتقوى، فهذا الشعور الإخوي الصادق يولِّد في نفس المسلم أصدقَ العواطفِ النبيلة في اتخاذ مواقفَ إيجابيةٍ من التعاون والإيثار، والرحمة والعفو عند المقدرة، واتخاذ مواقف سلبية من الابتعاد عن كل ما يضرُّ بالناس في أنفسهم وأموالهم، وأعراضهم والمساس بكرامتهم.
7- طول الأمل يقسِّي القلبَ وينسي الآخرة:
وهو مِفتاح كل شر؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كنْ في الدنيا كأنك غريب أو عابرُ سبيل))، وكان عبدالله بن عمر يقول: "إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخُذ من صحَّتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" رواه البخاري، وهو أصل في قصر الأمل في الدنيا.
فإن المؤمن لا ينبغي له أن يتَّخذ الدنيا وطنًا ومسكنًا يطمئن إليها؛ فإنها دار ممر، والآخرة هي دار المقر.
قال العلماء: معنى هذا الحديث: لا تركن إلى الدنيا، ولا تتخذها وطنًا، ولا تحدِّث نفسك بالبقاء فيها، ولا تعلَّق فيها إلا كما يتعلق الغريبُ الذي في غير وطنه، ويريد الذهاب إلى وطنه.
8- الرفقة والأصدقاء:
لا بد للإنسان من رفقة وأصدقاء، فإن وُفِّق لمصادقة الأخيار، وإلا ابتُلي بمصادقة الأشرار، فعليك يا أخي المسلم بمصادقة الأخيار "المطيعين لله"، وزيارتهم وملازمتهم، والاستفادة منهم وإفادتهم، وابتعد عن الأشرار "العصاة لله"، ويكفي الإنسان أنه معتبر بقرينِهِ، وسوف يكون على دين خليله، فلينظر من يخالل، فكما يقلِّد الإنسانُ مَن حوله في أزيائهم، كذلك يقلدهم في أعمالهم، ويتخلَّق بأخلاقهم، قال حكيم: نبئني عمن تصاحب، أنبئك من أنت.
9- الرياء:
وهو إظهار العبادة للناس، بقصْد رؤيتها، والثناء على فاعلها، وهو الشرك الأصغر، وهو من أكبر الكبائر، وهو محبطٌ للعمل، مبطِلٌ للأجر، وفي الحديث قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أخوفُ ما أخاف عليكم الشركُ الأصغر))، فسئل عنه، فقال: ((الرياء))؛ رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي، وهو يفيد شفقةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمَّتِه، ونُصحه لهم من الرياء المحبط للعمل، فيجب على المسلم إخلاصُ أعماله وأقواله، وعبادته ومعاملاته كلها لله - تعالى - لتكون مقبولة، ومثابًا عليها.
10- الغيبة:
وهي ذِكرُك أخاك بما يكره في غيبته، وقد نهى الله عنها في كتابه، وعلى لسان رسوله، وشبَّهها بأكل اللحم من الأخ الميت؛ قال - تعالى -: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) [الحجرات: 12].
أي: فكما تكرهون أكْلَ لحم الأخ المسلم الميت طبعًا، فاكرهوا أكْلَ لحم الحي بالغيبة شرعًا؛ فإن إثمه أعظمُ، وعقوبته أشد، وهي من كبائر الذنوب، وتحبط الأعمال.
ان شاء الله ان الموضوع نال اعجابكم ولـآ تنسوا الردوود